وتناولت المنظمة في الدراسة المنجزة، تعريفا بمفاهيم تقنيات التحول الرقمي المستخدمة في صناعة التكرير والبتروكيماويات، ومجالات تطبيقها، مثل إنترنت الأشياء الصناعي والتوأم الرقمي والذكاء الاصطناعي، وتعليم الالة، والفضاء السحابي، والحوسبة السحابية، وتحليلات البيانات الضخمة، والروبوتات التكيفية، والواقع المعزز.
كما استعرضت الدراسة دور التطبيقات الرقمية في تحسين الأداء التشغيلي والاقتصادي لصناعة التكرير والبتروكيماويات، من خلال تحسين العمليات الإنتاجية، وإدارة برامج الصيانة، وسرعة الاستجابة لتقلبات الأسواق وتغيرات الطلب على المنتجات، بحسب نفس المصدر.
وتشرح الدراسة دور استخدام الروبوتات في عمليات الصيانة في الأماكن الخطرة، وتطبيق الذكاء الاصطناعي ونظم المراقبة للتحكم بمشكلات التاكل وتنبيه المشغل عن وجود مؤشرات تنبئ المشغل عن احتمال حدوث الأعطال ليتمكن من اتخاذ الإجراءات الوقائية قبل تفاقمها، بما يسهم في رفع مستوى الالتزام باشتراطات الصحة والسلامة المهنية، وخفض الانبعاثات الملوثة للبيئة.
من جهة أخرى استعرضت الدراسة دور التقنيات الرقمية مثل “الواقع المعزز” التي على مبدأ التكامل بين كل من عمليات وصف بيئة العمل الحقيقية، وبين المعلومات المتعلقة بهذه البيئة، بهدف تمكين المستخدم من تصورها بشكل أوضح وأشمل.
ويتم في هذا الجانب تنظيم دورات تدريبية عن بعد من قبل خبراء مختصين، وتظهر مواقع وأشكال المعدات بالتصوير ثلاثي الأبعاد بطريقة تحاكي الواقع الحقيقي.
كما تتضمن الدراسة بعض الأمثلة العملية لتنفيذ مشاريع التحول الرقمي المطبقة في صناعة التكرير والبتروكيماويات في مناطق مختلفة من العالم، وفي بعض الدول العربية، مع الإشارة إلى الفوائد التي تحققت نتيجة تنفيذها.
وأشارت الدراسة إلى أهمية دور البيانات في تقييم الحالة الراهنة لمنشات التكرير والبتروكيماويات، وتحديد الظروف التي يمكن أن تؤثر في العمليات الإنتاجية، وبالتالي اختيار أفضل الحلول الممكنة لتفادي الأعطال وتحسين الأداء التشغيلي والاقتصادي للصناعة.
وتوصلت الدراسة إلى توصيات ترتكز على مساهمة تكنولوجيا التحول الرقمي في التمييز بين الشركات بمقدار نجاحها وسرعة تطبيقها لهذه التكنولوجيا، وتحسين الربحية من خلال تطبيق أنظمة التحسين في الزمن الفعلي التي تدمج نظم التحكم بالعمليات الإنتاجية بعملية تخطيط الإنتاج، وتحسين كفاءة عمليات الإنتاج من خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي في نظم التحكم التقليدية، وتحسين موثوقية المعدات والوحدات الإنتاجية وبالتالي خفض فرص حدوث الأعطال.
وتوصي “أوابك” في تقريرها الحكومات بوضع تشريعات يمكن من خلالها مشاركة البيانات بين مصافي تكرير النفط والوحدات البتروكيميائية القائمة في الدول الأعضاء في المنظمة.
ويعد خفض الانبعاثات الملوثة للبيئة من الفوائد غير المباشرة لتطبيق التقنيات الرقمية في صناعة التكرير والبتروكيماويات، بحسب الدراسة التي تؤكد أهمية رعاية واهتمام الإدارة العليا للشركات بوضع رؤية واضحة، وتخصيص التمويل والموارد اللازمة، والعمل على نشر الثقافة الرقمية، ودعم ثقافة الابتكار والرغبة في التغيير لدى العاملين في الشركة.
كما خلصت الدراسة إلى وجوب تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في أوابك، من خلال عقد الاجتماعات التنسيقية والندوات لبحث فرص تطبيق التقنيات الرقمية، وتبادل الاراء والخبرات حول تنفيذ مشاريع مشتركة لتخفيض أعباء التكاليف الاستثمارية المرتفعة التي يمكن أن تتحملها كل مصفاة منفردة.