في تصريحات صحفية، أكّد بريكسي: “القراءة المتأنية للمبادئ الأساسية التي تقوم عليها السياسة الخارجية الجزائرية تسهّل فهم سبب تعلق الجزائر الشديد بالسلام وتسوية النزاعات بالوسائل السلمية وتمسكها بحق الشعوب الخاضعة لاستعمار أجنبي في تقرير المصير والمساواة بين الدول واحترام مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة “.
وأحال الدبلوماسي السابق على أنّ “المادة 31 من الدستور التي تنص على إمكانية مشاركة الجزائر في “حفظ السلام” في إطار مبادئ وأهداف الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، لا يمكن أن يتعارض أو يتنافى مع مبدأ عدم التدخل، الذي كررته المادة 33، بل على العكس من ذلك، فإنه يعزّز ويؤطر بشكل أفضل مبدأ عدم التدخل مع الاهتمام بحفظ السلام”.
وسلّط سنوسي بريكسي الضوء على قرار الاتحاد الإفريقي بــ “تعهدّ جميع الدول الأعضاء في منظمة الوحدة الإفريقية، باحترام الحدود الموروثة عن الاستقلال”، وكان من المنتظر أن يضع هذا القرار – في منظور المتحدث – حدًا لكل المسائل المتعلقة بالمطالب الاقليمية التي قد تبرز خلال فترة ما بعد الاستعمار، كما يعكس استراتيجية السلم و الاستقرار في افريقيا التي اختارها مؤسسو الاتحاد الافريقي.
في هذا الشأن، نوّه بريكسي الذي تولى عدة مسؤوليات في وزارة الخارجية قبل أن يتقاعد في 2018، إلى أنّ الجزائر ملتزمة التزامًا كاملاً، بالإضافة إلى الشعب الجزائري الذي انضم اليه أيضًا، كما أشاد بالديناميكية الجديدة التي تعرفها الدبلوماسية الجزائرية مع عودة وزير الشؤون الخارجية والجالية الجزائرية بالخارج، رمطان لعمامرة، والدفع الذي أعطاها إياه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
يُشار إلى أنّ عبد الحميد سنوسي بريكسي، في كتابه الصادر بالإنجليزية “مدخل إلى الدبلوماسية الجزائرية: من ملوك الأمازيغ إلى الحراكيين”، ركّز على أهم المحطات البارزة في تاريخ الجزائر، وحاول أن يبرز الخطوط العريضة التي ميزت كل مراحل هذا التاريخ الطويل، انطلاقا من المقاومة الشعبية ووصولا إلى الرغبة في الاستقلالية في اتخاذ القرارات، كما تضمّن ميزات الدبلوماسية الجزائرية عبر العصور وبحثها الحثيث عن السلام من خلال اللجوء إلى كل الطرق السلمية، ونهوضها بوساطات متعددة.