‫الرئيسية‬ رياضة الرئيس تبون لأسبوعية لوبوان الفرنسية:هناك اقبال كبير للشباب على تشريعيات الـ12 جوان المقبل

الرئيس تبون لأسبوعية لوبوان الفرنسية:هناك اقبال كبير للشباب على تشريعيات الـ12 جوان المقبل

 قال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في حوار أجراه مع الأسبوعية الفرنسية لوبوان (Le Point) هذا الأربعاء”إن البلاد كانت على حافة الهاوية عندما تم انتخابه في ديسمبر 2019 ومن حسن الحظ حدثت هبة شعبية وجاء الحراك الأصيل المبارك  في الـ22 فيفري 2019 ، ومكن  ذلك من إيقاف انهيار الدولة وإلغاء العهدة الخامسة والتي كانت ستمكن العصابة المنتفعة والتي استولت على صلاحيات رئيس الجمهورية  من الاستمرار في حكم البلاد”.

و اعتبر رئيس الجمهورية أن مؤسسات الدولة لم تكن تحظى بالمصداقية والفعالية، حيث طغت مصالح جماعة أصحاب المال والمنافع الشخصية على مصالح  الدولة وهو ما تطلب منه العمل  بعد انتخابه على إعادة بناء الجمهورية وما يتبعها من مؤسسات ديموقراطية .

و نفى الرئيس تبون أن يكون مرض “كوفيد 19” “قد أثر على أداء مهامه في إدارة  شؤون البلاد خلال  فترة تواجده بالخارج للعلاج ولكنه اعترف في نفس الوقت بأن المرض عطل برنامج الإصلاحات التي وعد بها، حيث قال ” لقد نجحنا في أن نجعل مؤسسات الدولة تستمر في أداء مهامها وهو خير دليل على أننا نجحنا في إعادة الاعتبار لهذه المؤسسات”.

الانتخابات التشريعية……اقبال كبير من الشباب

وبخصوص تشريعيات الـ12 جوان المقبل أكد الرئيس تبون بانه لاحظ وجود اقبال كبير للشباب على الانتخابات التشريعبية وأنه يعتقد بأنه ليس هناك خيار آخر امام البلاد، مشيرا إلى أن “أولئك الذين يريدون دفع البلاد الى المزيد من المغامرات يضيعون وقتهم”.

وأضاف رئيس الجمهوربة قائلا:”هناك إقبال من الشباب والكثير منهم يسجل في القوائم اانتخابية عكس ما كان عليه الحال في السابق” مستطردا بالقول”عندما  كنت مريضا كانت الشائعات  تتزايد وذهبت الى حد الاعلان عن وفاتي، وقد كان أغلبية الجزائريين يعيشون حالة من القلق سادت حتى عند الذين لم يصوتوا لصالحي، أو حتى الذين يعارضونني، وهذا ما يؤكد بقوة على رغبة الجزائريين في بقاء بلادنا في إطار الشرعية “.

وفي رده على سؤال حول ما اذا كانت  الأغلبية تعارض الانتخابات التشريعية، نفى الرئيس هذا الإعتقاد و قال : ” ما ألاحظه على مستوى التراب الوطني لا يوحي  بأن أغلبية الجزائريين هم ضد الانتخابات” متسائلا :”تقولون مجموعة كبيرة تمثل المعارضة؟ كم عددها ؟ و يرد قائلا إن كل وسائل القياس التي بحوزتنا تشير الى وجود أقلية تقدم نفسها على أنها الاغلبية بفعل توفرها على ثقل إعلامي وتحديدا من وراء البحار”.

وضمن هذا السياق ، تأسف رئيس الجمهورية لموقف بعض السفراء الذين لا يرون إلا هذه الأقلية لأنهم يعيشون معها ويتجاهلون الاغلبية من الناس ويرفعون تقارير مغلوطة لحكوماتهم .

وحول إمكانية فوز الاسلاميين بالأغلبية البرلمانية خلال التشريعيات القادمة، طمأن رئيس الجمهورية بأن” الاسلام السياسي ،الايدولوجيا ، التي سعت للاستيلاء على الحكم في تسعينيات القرن الماضي لن يكون لها أي وجود في الجزائر”..واستدرك رئيس الجمهورية قائلا:  ” الاسلام السياسي لم يكن عقبة في طريق التنمية في بلدان مثل تونس و تركيا أو مصر ، مثل هذا النموذج من الاسلام السياسي لا يزعجني لأنه لا يعلو فوق قوانين الجمهورية التي ستطبق بحذافيرها .”

حضور الجيش الوطني الشعبي في الحراك ايجابي 

وحرص رئيس الجمهورية في حواره لأسبوعية ” لوبوان” الفرنسية على الإشادة بقوة  بدور الجيش  الوطني الشعبي واعتبر حضور هذه المؤسسة طبيعيا وإيجابيا حيث فضلت من البداية حماية سلمية الحراك الشعبي .

واستطرد قائلا : “الجيش مؤسسة عصرية واحترافية ولولا ذلك لصارت وضعية  البلاد أسوء مما آلت اليه الأمور في  كل من سوريا وليبيا” مذكرا  بالدعوات التي صدرت عن بعض الديمقراطيين للجيش بالتدخل عند انطلاق مسيرة الحراك الشعبي ولكنها رفضت واختارت حماية سلمية الحراك.

وضمن هذا  السياق قال  الرئيس تبون ” لو كانت مؤسسة الجيش تريد السلطة لفعلت ذلك خصوصا وأن ذلك كان مطلبا شعبيا من أجل وضع حد لمهزلة العهدة الخامسة، وانقاذ مؤسسات الدولة من الانهيار، ولكنها رفضت الحكم ولن تفعل ذلك لأنها تؤمن و تلتزم بالشرعية “.

وحرص الرئيس خلال هذه المقابلة على التذكير بأن : “مؤسسة الجيش انسحبت نهائيا من الساحة السياسية منذ أواخر الُثمانينيات وقد انتهت هده  الفترة التي كان فيها ضباط من الجيش يحوزون على العضوية في  اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني” قائلا  :” الجيش لم يعد يمارس السياسة”.

اصلاح سياسة الدعم: الشروع في تفكير وطني بعد الانتخابات التشريعية والمحلية  

كما أكد رئيس الجمهورية على الشروع في تفكير وطني حول اصلاح سياسة دعم الدولة، يضم بشكل خاص النقابات والمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والمنتخبين، وهذا بعد اجراء  الانتخابات التشريعية والمحلية مؤكدا ان الجزائر ستبقى دوما “دولة ذات طابع  اجتماعي”.

وأوضح الرئيس تبون بقوله “المشروع جار اعداده، وأنا بصدد انتظار انتخاب المجالس، من برلمان ومجالس محلية، لأجل الشروع في تفكير وطني، لاسيما مع النقابات والمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والمنتخبين”. وجدد في ذات الصدد التزام الدولة بالحفاظ على المكتسبات الاجتماعية التي كرسها بيان أول نوفمبر 1954.

كما شدد على أن “الجزائر ستكون دولة اجتماعية على الدوام، ذلك لأنه مطلب أولئك الذين ضحوا من أجل هذا البلد، وقد دعا بيان أول نوفمبر 1954 إلى انشاء دولة ديمقراطية واجتماعية. تلكم هي أمنية شهدائنا”. 

وأضاف يقول إن الدولة الاجتماعية ستبقى “مبدأ صالحا للطبقات المتوسطة والمستضعفة، لكن الأشد ثراء لن يكونوا معنيين بعد الآن بالدعم”، موضحا أنه في  السنوات الأولى للاستقلال، “كان المليونيرات يعدون على أصابع اليد الواحدة، أما اليوم فإن الجزائر تحصي منهم مئات المليارديرات”.

الصحراء الغربية: ضرورة عودة المغرب إلى حل يتوافق مع القانون الدولي 

وبخصوص ملف الصحراء الغربية، أكد رئيس الجمهورية على ضرورة عودة المغرب بسرعة إلى حل مقبول يتماشى مع القانون الدولي، فيما يتعلق  بالنزاع في الصحراء الغربية.

وأشار الرئيس في معرض حديثه، إلى أنه قد سبق له وأن عبر قبل ثمانية أشهر لعدد  من السفراء عن مخاوفه من “عودة جبهة البوليساريو لحمل السلاح مرة أخرى، ومن أن صداما خطيرا قد يغير الوضع”.

وأوضح في ذات الصدد، أن “شباب الصحراء الغربية لا يشبه شيوخها، فقد ولدوا في  مخيمات تندوف وهم الآن في الأربعين من العمر، يرفضون هذا الوضع ويريدون استعادة أراضيهم”.

وبخصوص فتح عدد من الدول قنصليات لها في الأراضي الصحراوية المحتلة، أكد  السيد تبون، أن “البعض يعتقد أنه بفتح قنصليات، يغلق ملف الصحراء الغربية،  لكنهم مخطئون في ذلك”.

 وفي رد على سؤال بخصوص اعتراف الرئيس الأمريكي السابق بـ “السيادة” المزعومة  للمغرب على الصحراء الغربية، والموقف المنتظر من الرئيس الحالي- جو بايدن بهذا  الخصوص، تساءل رئيس الجمهورية قائلا: “كيف يمكن أن نفكر في تقديم أرض بأكملها وبكافة سكانها لملك؟ أين احترام الشعوب؟” قبل أن يؤكد أن “هذا الاعتراف لا يعني أي شيء، فجميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالصحراء الغربية مقدمة من  الولايات المتحدة،لا يمكننا العودة لفظيا عن كل ما فعلته واشنطن لإرضاء ملك”.

و تساءل الرئيس في ذات السياق، “لماذا يرفض المغرب استفتاء تقرير  المصير؟”، ليجيب: ” انهم يغيرون الواقع الاثني (تغيير التشكيلة الديموغرافية) وهذا له تداعيات بحيث انه يجعل الصحراويين داخل الصحراء الغربية أقلية مقارنة  بالمغاربة الذين استقروا هناك، وفي حالة التصويت لتقرير المصير،  فإن المغاربة  الذين يعيشون في الأراضي الصحراوية سيصوتون من أجل الاستقلال لأنهم لن يرغبوا في أن يكونوا مجددا رعايا للملك”.

وأضاف في هذا الصدد قائلا: “من المفارقة أن تكون لديك أغلبية مغربية وأن ترفض  التصويت على تقرير المصير”. 

وفيما يتعلق بالعلاقات الجزائرية-المغربية في سياق النزاع في الصحراء  الغربية- أكد الرئيس تبون أن “الدور المشرف في هذه العلاقات يعود للجزائر، والقطيعة مع المغرب – وأنا أتحدث عن النظام الملكي، وليس عن الشعب المغربي الذي نحترمه – يعود لفترة طويلة حتى أصبح أمرا مألوفا”.

وأوضح أن “الصحراء الغربية كانت دائما موضع خلاف بين الجزائر والمغرب، ولكنها  ليست سببا للحرب، وعلى المغرب الاحتكام للعقل: وأم عدوه، مثلما هو الحال بالنسبة  للجزائر، هو التخلف، والجزائر الأن في صدد التشييد، سواء بوجود المغرب أو  بدونه”. 

ولفت في هذا الخصوص إلى أن “المغرب كان دائما هو المعتدي” قبل أن يؤكد قائلا  “لن نهاجم جيراننا أبدا، سوف نرد إذا تعرضنا لهجوم، لكني أشك في أن يحاول  المغرب ذلك، في ظل ما هو عليه ميزان القوى”.

وحول مسألة الحدود المغلقة مع المغرب، أكد رئيس الجمهورية أنه “لا يمكن فتح  الحدود مع طرف آخر يهاجمك بشكل يومي”.

الجزائرسياسة

‫شاهد أيضًا‬

أحمد بلدية للإذاعة : اعداد القانون العضوي للإعلام في مرحلته الأخيرة و سيعرض قريبا على المجلس الشعبي الوطني

أكد مستشار وزير الاتصال  أحمد بلدية أن تحديات قطاع الإعلام اليوم أضحت من الرهانات الكبيرة …