وهران – يتجدد عهد هواة “الداربيات” في الجهة الغربية للبلاد مع المباريات المحلية في الموسم الكروي الجديد الذي ينطلق غدا الجمعة، بعدما تعزز تمثيل هذه المنطقة المعروفة بمواهبها الكثيرة في الرابطة الأولى لكرة القدم بناديين جديدين بعدما كان الأمر يقتصر على فريقين فقط.
ويسمح الأمر برفع عدد المقابلات بين الجيران، وهي المواعيد التي طالما اشتاق إليها أنصار أندية الغرب الجزائري وهواة الكرة المستديرة عموما، بعدما أفل نجم كثير من فرق المنطقة و أضحت تعاني الأمرين في السنوات الماضية إلى درجة أنها أصبحت تنشط في الدرجات السفلى.
فبالنسبة لموسم 2020-2021، تمكن وداد تلمسان وسريع غليزان من العودة إلى الرابطة الأولى التي ستلعب بصفة استثنائية ب20 فريقا. فالأول يجدد العهد مع ساحة الكبار بعد سبع سنوات قضاها ما بين الدرجتين الثانية والثالثة، فيما يعود الثاني إلى الرابطة الأولى بعدما غادرها منذ أربعة مواسم.
وسيكون هكذا على عاتق الناديين حمل مشعل أندية الغرب الجزائري بجانب مولودية وهران و اتحاد بلعباس، اللذان نشطا لوحدهما في السنوات القليلة الماضية محليات الغرب بشكل لم يرو ظمأ هواة هذا النوع من المباريات التي كثيرا ما تتميز بالإثارة والتشويق.
إقرأ أيضا: الرابطة المحترفة الأولى: اتحاد الجزائر- وفاق سطيف، قمة الجولة الافتتاحية للموسم الجديد
لكن الأمر سيكون مختلفا في الموسم الجديد بالنظر إلى ارتفاع عدد ”الداربيات”، ما يدخل بالتأكيد السرور في نفوس أنصار الأندية المعنية، رغم أنهم سيكونون ممنوعين من حضور هذه اللقاءات التي اشتاقوا إليها، بما أن مباريات الرابطة الأولى ستلعب بدون جمهور، وذلك في إطار التدابير المتخذة من طرف السلطات العمومية لمواجهة تفشي جائحة ”كورونا” (كوفيد-19) التي أدت الى توقيف النشاطات الرياضية منذ مارس المنصرم.
ورغم ذلك، فإن استئناف المنافسة، ولو بدون جمهور، بعث في نفوس اللاعبين الحماس، كما سيكون للطابع الخاص للمقابلات المحلية تحفيزا إضافيا لمنشطيها الذين سيدخلون بالمناسبة صراع لقب ”ملك” الغرب الجزائري، حيث سيبحث كل فريق من الفرق الأربعة لغرب البلاد على بسط نفوذه على جيرانه.
ويستحسن المدرب الفرنسي الجديد لمولودية وهران، برنار كازوني، مثل هذه الأجواء التنافسية التي تسود بين الجيران، وهو الذي سبق له معايشتها عندما أشرف على مرتين على تدريب مولودية الجزائر، حيث غالبا ما استهوته ”الداربيات” العاصمية، متوقعا أن لا تختلف الأجواء كثيرا بخصوص ”محليات” الجهة الغربية، بالنظر إلى شعبية الأندية المعنية، وعلى وجه الخصوص فريقه الجديد الذي تضاهي شعبيته ناديه السابق، على حد تعبيره.
لكن ذات التقني يتأسف لغياب الجمهور عن الملاعب في مثل هذه المواعيد، “وهو ما من شأنه أن يفقدها نكهتها نسبيا”، يضيف قائلا.
ذات الرأي يذهب إليه مدرب وداد تلمسان، عزيز عباس، الذي يتنبأ بمحليات “ساخنة” بين الجيران في المنطقة الغربية، مردفا بأن المباراة الودية التي جمعت مؤخرا فريقه بمولودية وهران (1-1) بتلمسان في إطار تحضيرات الناديين للموسم الجديد، لم تشذ عن القاعدة و أعطت منذ الآن لمحة عن التنافس الكبير الذي سيميز ”داربيات” الغرب هذا الموسم.
”كوفيد-19” يفسد الفرحة
وبالحديث عن هذه المقابلة الإعدادية، فإن المناسبة كانت سانحة بالنسبة للفريقين كي يكرسا ”المصالحة”، بعد سنوات طويلة من تعكر الأجواء بينهما، وهو الأمر الذي يسمح بفتح صفحة جديدة في علاقتهما، ما يثلج صدور المدافعين عن اللعب النظيف والروح الرياضية.
ولذات الهدف، برمجت إدارة مولودية وهران ودية أخرى أمام الجار اتحاد بلعباس الأسبوع الماضي، لكنها ألغيت في آخر لحظة على خلفية الإضراب الذي قام به لاعبو ”المكرة” للمطالبة بمستحقاتهم المالية، وهو نفس السلوك الذي لجأ إليه جيرانهم في وداد تلمسان الذين قاطعوا التدريبات لثلاثة أيام.
و أثر الإضرابان بعض الشيء على صورة الأندية الغربية التي يواصل ممثلوها في ساحة الكبار المطالبة بإلحاقها بمؤسسات اقتصادية، على غرار ما هو معمول به مع بعض الأندية العاصمية (مولودية الجزائر وشباب بلوزداد و اتحاد الجزائر)، معتقدين بأن مثل هذا الإجراء هو الكفيل وحده بتجنيب هذه الفرق مستقبلا غير مأمون العواقب.
ومن بين المطالبين بالاستفادة من الإجراء، الصاعد الجديد سريع غليزان الذي ازدادت أموره تعقيدا بعد الحكم الأخير الذي صدر في حق رئيسه محمد حمري، المحكوم عليه بالسجن النافذ لمدة سنة في قضية تتعلق بشركته الخاصة الناشطة في مجال الترقية العقارية.
لكن المقربين من فرق الغرب التي لا تنتهي مشاكلها المالية يؤكدون بأن لاعبيهم سينسون بالتأكيد كل متاعبهم عندما يتعلق الأمر بمواجهاتهم بعضهم البعض، وهي المحليات التي كثيرا ما ميزتها الإثارة، رغم أن الأمر سيكون مختلفا هذه المرة بفعل أنها ستقام في ظروف غير طبيعية في ظل غياب الأنصار عن المدرجات.
هؤلاء عليهم أيضا التحلي بمزيد من الصبر في انتظار التخلص من الأزمة الصحية التي ضربت العالم أجمع، وكلهم أمل في رؤية أندية أخرى من الغرب، والتي صنعت في الماضي أفراح المنطقة، على غرار شبيبة تيارت وغالي معسكر، تعود مجددا إلى ساحة الكبار لمنح مزيد من النكهة ل”داربيات” المنطقة.