انتقل إلى رحمة الله، أول أمس الجمعة، المجاهد الدكتور عثامنة محمود، عن عمر ناهز الـ94 عاما، حسب ما علم اليوم الأحد لدى وزارة المجاهدين وذوي الحقوق.
وأمام هذا المصاب الجلل، تقدم وزير المجاهدين وذوي الحقوق السيد الطيب زيتوني، إلى أسرة الفقيد ورفاقه في الجهاد، ب”أحر التعازي وأخلصها،وأصدق مشاعر التضامن والمواساة في مواجهة هذه المحنة الأليمة”، مؤكدا أنه “برحيل المجاهد الدكتور عثامنة محمود، تكون الجزائر قد فقدت أحد قامات الثورة التحريرية ، ورجالاتها المخلصين لأمانة الشهداء ومبادئ وقيم ثورتنا المجيدة”، راجيا من الله عز وجل أن “يتغمد الفقيد برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح جناته رفقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، وأن يرزق أهله وذويه جميل الصبر ووافر السلوان”.
ويعد الفقيد الذي ولد بتاريخ 03 نوفمبر 1926 بولاية باتنة، من الرعيل الأول للثورة التحريرية المجيدة، حيث التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1956، في أعقاب إضراب الطلبة تاركا مقاعد الدراسة وهو طالب في معهد الطب.
ولقب الفقيد بطبيب الولاية التاريخية الأولى ، حيث كان يقوم بالعمليات الجراحية بجبال الأوراس بالولاية التاريخية الأولى باستعمال وسائل بسيطة كشفرة حلاقة وقطع الزجاج وهي العمليات التي يخرج منها المجاهدون سالمين معافين, كما حمل السلاح في وجه العدو إلى جانب رفاق دربه في صفوف جيش التحرير الوطني، ليلتحق عام 1959 بتونس لإتمام دراسته بمجال الطب.
وحسب شهادة رفقائه في الكفاح ، فقد كان سي محمود رجلا امتهن الطب وهو في الجبال بين غابتي البراجة وبني ملول، وامتاز بخصاله الحميدة وتفانيه في خدمة الوطن إبان الثورة التحريرية وبعد الاستقلال ، ليواصل في مجال الطب بمدينة قسنطينة في اختصاص أمراض الكلى والمسالك البولية ، إلى أن وافته المنية يوم 25 ديسمبر 2020 بباريس، بعد عمر مليء بالتفاني والعطاء.