شدد الدكتور محمد بويزري أستاذ محاضر و عضو المجلس الإسلامي الأعلى في مداخلته، خلال الندوة الفكرية التي احتضنها النادي الثقافي عيسى مسعودي للإذاعة الجزائرية، على أهمية الوقف في الحياة الحضارية و الاقتصادية، و أعتبره رافدا من روافد الحياة الاجتماعية الذي ساهم عبر العصور في ضمان الدعم الاجتماعي ببلادنا، مشيرا إلى ضرورة حماية هذا الوقف من الإهمال و مرافقته قانونيا بتفعيل منظومة تشريعية مبنية على الإجتهاد الوقفي، للدفع من خلاله بعجلة التنمية الإقتصادية، مشيرا إلى جملة العراقيل التي يواجهها القائمون على الوقف والقضاة في حل النزاعات الوقفية.
وفي معرض حديثه، أوضح الدكتور بويزري أن المشرع الجزائري أعطى الأوقاف أهمية بالغة و هذا بسن نظام قانوني ترسخ في معاملات الدولة، مستعرضا النصوص القانونية والمراسيم و المذكرات التي سنها المشرع الجزائري لتنظيم الوقف في الجزائر، على غرار قانون 11/84 المعدل بأمر 02/05 و أول تشريع مستقل 10/91 .
من جانبه، كشف الدكتور محمد بوجلال الخبير الإقتصادي و عضو المجلس الإسلامي الأعلى أن هذا الأخير يعكف حاليا على تفعيل الصكوك الوقفية كآلية لخلق بيئة حاضنة تحفز الأشخاص و المؤسسات على الإستثمار في الأوقاف لتخفيف الأعباء الإجتماعية و الإقتصادية على الدولة، منوها بالإرادة السياسية القوية التي عبر عنها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في عدة مناسبات من حيث ضرورة الإستثمار الداخلي و الدفع بعجلة التنمية الإقتصادية للبلاد بسواعد و امكانات جزائرية.
و في نفس الإطار، أشاد المتحدث ذاته باستحداث الديوان الوطني للأوقاف و الزكاة الذي يهدف إلى خلق روافد استثمارية جديدة لدعم مداخيل الإقتصاد الوطني، وتحقيق التنمية ببلادنا، مبرزا ضرورة تسييره و ادارته بطرق عقلانية.”
المصدر : ملتيميديا الإذاعة الجزائرية