وسيعرف الملتقى الذي تُشرف على انطلاقته الرسميّة مليكة بن دودة، وزيرة الثّقافة والفنون، سيعرف شباب النوادي وفعاليّات القراءة، وتأطيرٍ من أساتذة وأكاديميّين وكتّاب، ويقترح ورشات ومنصّات ومحاضرات ومعارض، وذلك عبر فضاءات المكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة وقصر الثّقافة “مفدي زكريّاء” ودار عبد اللطيف، على أن يمتد من السبت 30 جانفي إلى الخميس 04 فيفري 2021.
ويجمع عدد من الناشرين والمؤلفين والنقاد على أن الكتابة للطفل في الجزائر لا يزال حضورها “ضعيفا” في ظل “رداءة” الإصدار المحلي و”تغلغل المحتوى الأجنبي” و”قلة اهتمام الجهات الوصية”، رغم أنها عاشت “ازدهارا” في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
وترى الأديبة جميلة زنير، التي بدأت الكتابة للطفل في الثمانينيات وفي رصيدها حوالي “700 قصة” في هذا المجال، أن وضعية هذا الأدب “كارثية” مقارنة بالسبعينيات والثمانينيات لما عرف “ازدهارا كبيرا” مضيفة أنه “ليس هناك اهتمام بالطفل سواء في مجال القصة أو غيرها من الوسائط كالموسيقى”.
ودعت المتحدثة إلى “تشكيل لجنة مشتركة بين وزارتي الثقافة والتربية تضم فنانين ونفسانيين ومربين وخطاطين ورسامين وغيرهم للعمل على النهوض بهذا المجال” خصوصا وأن الجزائر “تكتنز الكثير من الأدباء المبدعين الذين لم يجدوا من ينشر لهم أعمالهم”، على حد قولها.
ويرى الناشر عبد الحليم صالحي مدير “المكتبة الخضراء” التي تأسست في الثمانينيات وتصدر كتبها بالعربية والفرنسية، أن سوق كتاب الطفل “غير منظم” و”لا يراعي النوعية” كونه “ذي صبغة سوقية أكثر منه مهني” داعيا الجهات الوصية (وزارتي الثقافة والتربية) إلى “دعم الناشرين المحترفين المتخصصين” وحماية هذا السوق من “تغلغل المستوردين والناشرين الأجانب بكل ما تحمله إصداراتهم من محتوى دخيل”.
غير أن ناشرين آخرين لا يعتبرون أن وضعية أدب الطفل سيئة لهذه الدرجة على غرار دار “أطفالنا” التي يعتبر مديرها فراس الجهماني أن هناك نشر “لابأس به” في هذا المجال رغم بعض الصعوبات التي تواجهه كـ “النقص” في الكتاب المتخصصين و”قلة” الدور المهتمة بهذا الشق الأدبي نافيا “مزاعم وجود منافع تجارية كبيرة” منه خصوصا وأن هامش ربحه “ضعيف جدا” نتيجة تكلفته الغالية وسعره الرخيص مقارنة بالإصدارات الأخرى.
ويعتبر من جهته الناقد الجامعي محمد ساري أن أدب الطفل في الجزائر “ليس مهمشا” وإنما “غير بارز” للرأي العام بسبب “عدم اهتمام” النقاد والإعلام به خصوصا أنه “لا يعبر عن مجتمعه” حيث أن أغلبه ترجمات لقصص وحكايا عالمية موضوعة في سياق محلي مؤكدا في هذا الصدد على أن أدب الفتيان (أدب الناشئة) هو “الغائب حاليا وليس أدب الطفل”.