وأوضح السيد كين، في مقال رأي بعنوان “لماذا صفقة ترامب مع المغرب غير أخلاقية ومثيرة للسخرية بشكل مخجل”، نشرته صحيفة “واشنطن تايمز” أمس الثلاثاء، أن تغريدات الرئيس ترامب بخصوص تنازله عن سيادة مئات الآلاف من الناس على أنه “إنجاز تاريخي”، عبرت في واقع الأمر عن”عملية بيع تاريخية”.
وأشار السياسي التابع للحزب الجمهوري، إلى أن “دونالد ترامب، مثله مثل أغلب الرؤساء خلال الأيام الأخيرة من ولايتهم، يناضل على نحو محموم من أجل تعزيز +إرثه+، مع عدم الاهتمام بالمواقف التي اتخذها أو دافع عنها من قبل، وهو وأتباعه يعتقدون أن جزءا من ذلك الإرث سيعكس جهوده +الناجحة حتى الآن+، في جلب شيء من السلام إلى الشرق الأوسط”.
غير أن كاتب المقال ، يعود ليؤكد في هذا الصدد، أن “الصفقة التي أبرمها الرئيس ترامب، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وجاريد كوشنر، غير أخلاقية، ومخزية بطريقة مثيرة للسخرية، ولا يمكنها إلا أن تشوه إرث الرئيس”.
ويرى السيد كين، الذي ترأس سابقا لوبي الأسلحة الأمريكي (ناشيونال ريفل اسوسييشن) أن الولايات المتحدة، وبناء على مصالحها، ظلت في بعض الأحيان، وعلى النحو اللائق تماما، بعيدا عن مثل هذه الخلافات المثيرة للجدل، وإلى غاية الأسبوع الماضي أيدت الحاجة إلى الاستفتاء المتفق عليه، لتقرير مصير الشعب الصحراوي.
ومع قرار الرئيس ترامب، يضيف دافيد كين، ” بات من الصعب إيجاد موضع آخر، فقد أعلنا عمليا أن العدالة لا تشكل أهمية”، وأن أمثال شعب الصحراء الغربية “الذين سعوا إلى الحصول على حقوقهم سلميا وليس عن طريق الإرهاب والبندقية، +حمقى+”.
“قد لا يدرك الرئيس هذا، ولكن هذه الرسالة أيضا سوف تتحول حتما إلى جزء من إرثه”.
المغرب أنفق ملايين الدولارات على جماعات الضغط الأمريكية
ويقول الدبلوماسي الأمريكي، أن صياغة الإعلان الرسمي للولايات المتحدة بهذا الخصوص، توضح أننا غيرنا سياستنا القائمة منذ أمد بعيد، و”اخترنا تجاهل الأساس القانوني لحقوق شعب الصحراء الغربية”.
واستشهد في معرض تحليله، بقول وزير الخارجية السابق جيمس بيكر – المبعوث الأممي الأسبق إلى الصحراء الغربية – ردا على إعلان ترامب: “يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية، التي تأسست أولا وقبل كل شيء على مبدأ تقرير المصير، قد ابتعدت عن هذا المبدأ فيما يتعلق بشعب الصحراء الغربية. وهذا أمر مؤسف للغاية”.
ويشير كاتب المقال، إلى أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية ب”السيادة” المزعومة للمغرب على كامل أراضي الصحراء الغربية، “يشكل ضربة أخرى” لتطلعات الصحراويين في إقامة دولتهم، التي تجمدت منذ رحيل أسبانيا في عام 1975، كما “يضع مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال في جحيم حي”.
وتأسف السيد كين لكون أن “سكان الصحراء الغربية الذين يعيشون في جزء من أراضيهم الخاضعة بالفعل لسيطرة المغرب يتعرضون لمضايقات الشرطة والعسكر، والسجن والتعذيب”، وهي “المعاملة، التي سوف يسمح بها الرئيس ترامب لبقية شعب الصحراء الغربية”.
وأوضح أن السيناتور جيم إنهوف – عن ولاية أوكلاهوما – على نفس القدر من الإلمام بمعاناة أهل المنطقة (الشعب الصحراوي)، ولهذا علق على قرار ترامب قائلا:”أشعر بالحزن لأنه قد تم التنازل عن حقوق شعب الصحراء الغربية”، وينبغي أن يكون كل أمريكي على هذا لحال.
وذكّر السيد كين في السياق، بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الأمم المتحدة سنة 1991 بين طرفي النزاع (المغرب وجبهة البوليساريو)، تضمن وعدا بمنح شعب المنطقة الحق في تحديد مستقبله من خلال استفتاء تقرير المصير، وهو الاستفتاء الذي لم ينظم بعد بسبب رفض المغرب (…) الذي تعهد بأنه لن يتخلى أبدا عن الأرض التي استولى عليها، رغم القانون أو عقوبات الأمم المتحدة أو أي شيء آخر.
وأكد السياسي الأمريكي في هذا السياق، بأن المغرب قد أنفق ملايين الدولارات على مر السنين، على جماعات الضغط في العاصمة الأميركية، لمنع الولايات المتحدة من الوقوف بجانب شعب الصحراء الغربية.
وأوضح أن المغرب قام بذلك استنادا إلى نظرية مفادها بأن بقاء الملك لمدة كافية من شأنه أن يدفع العالم في نهاية المطاف إلى تركه (المحتل) يستحوذ على آخر مستعمرة في إفريقيا (…).