رئيس رابطة علماء ودعاة وائمة الساحل للإذعة: الجزائر مدرسة في مجال الحوار ومكافحة التطرف والإرهاب، وعلى دول الساحل التعلم منها
في حوار خاص أجرته معه إذاعة الجزائر الدولية هذا الخميس دعا والار الدول الأجنبية التي تتدخل عسكريا في منطقة الساحل تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، بوقف تدخلاتها العسكرية، لأن شعوب المنطقة حسبه ، فهمت أن تلك الدول تتدخل بهدف تحقيق أجنداتها التوسعية والسياسية والاقتصادية، مؤكدا في ذات الشأن، أن حل مشاكل المنطقة لن يتأتى إلا عبر الحوار.
للجزائر دور ريادي في المنطقة
رئيس رابطة علماء ودعاة وائمة الساحل ابوبكر ولار دعا دول منطقة الساحل إلى التعلم من التجربة الجزائرية في مجال مكافحة التطرف والغلو ومكافحة الإرهاب، باعتبارها مدرسة كاملة في هذا المجال بالنظر لما عاشته سابقا،”على الجزائر أن تقوم بدورها بالكامل في كل الأوقات وعلى هذه الدول أن تستفيد من تجربة الجزائر، فالجزائر لديها التجربة في مجال الحوار، ونحن في دول الرابطة أول تجربة استفدنا منها في مقارعة الفكر بالفكر هي التجربة الجزائرية ،وهذه أصبحت معممة في دول منطقة الساحل، وبالتالي لا مناص من الناحية الفكرية ولا من الناحية الأمنية ولا من الناحية الاجتماعية، اذا ما أردنا التخلص من المشاكل في الساحل،إلا بالاستفادة من تجارب بعضنا البعض”.
وناشد أبو بكر ولار السلطات الجزائرية بالمواصلة والاستمرار في هذا الطريق الريادي،”وهذا هو الموقع الريادي الذي يجب ان تكون فيه الجزائر خصوصا في دعم الحوار، ولعل تجربة المراجعات التي قامت بها الجزائر، استفادت منها الكثير من الدول في منطقة الساحل ونجحت”.
الجزائر مدرسة كاملة يجب التعلم منها
وأشاد أبو بكر ولار بالتجربة الجزائرية العسكرية في مجال مكافحة الإرهاب التي اكتسبتها من خلال العشرية السوداء، “حتى من الناحية العسكرية الجزائر لها تجربة والدليل قدرتها على معالجة العشرية السوداء”، فالجزائر حسبه،” أصبحت مدرسة كاملة وانا أرى ان الدول الأعضاء في منطقة الساحل عليها ان تستفيد من تجارب بعضها البعض خاصة الذين عاشوا التجارب ونجحوا فيها”
مشاكل الساحل لاتعالج بالقوة، فلا تعطوا الفرصة للخارج
وفي رسالة وجهها الى سلطات دول منطقة الساحل ،أكد أبو بكر ولار أن مشاكل دول منطقة الساحل لا تحل ولا تعالج بالقوة، ولابد من معالجتها بالحوار، داعيا الى ضرورة إشراك العلماء والدعاة والمفكرين الذين يحملون نور الوسطية والقدرة على الحوار في استراتيجياتهم لمكافحة الإرهاب والتطرف، “لأن هناك جوانب فكرية لا يمكن علاجها إلا بالفكر”، وشدد على ضرورة الاستفادة من تجارب الدول التي نجحت في ذلك والجزائر خير دليل.
ولار ناشد شعوب منطقة الساحل، ” نحن لا نملك بلادا أخرى وبالتالي علينا المحافظة عليها ، لايجب أن ننجر وراء إيديولوجيات دخيلة من خارج المنطقة”، مؤكدا أن الاتهامات التي توجه للإسلام، هو منها براء.
“لاتعطوا الفرصة للقوى الخارجية للتدخل تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، هم لا يأتون لمكافحة الإرهاب ، هم يأتون لتحقيق أجندات أخرى، والدليل على ذلك ماحصل في مالي ونيجيريا وليبيا، جاءوا فعلوا فعلتهم وغادروا وتركوا المنطقة مدمرة”.
أوقفوا تدخلاتكم العسكرية في منطقة الساحل
وشدد رئيس رابطة ودعاة وأئمة الساحل أبو بكر ولار، على ضرورة عدول الدول الغربية عن التدخل في شؤون منطقة الساحل وعن إصرارها على استخدام القوة العسكرية ، لأن شعوب المنطقة قد فهمت أجنداتهم،” أنا انشادهم بأن لا يستعملوا الإرهاب مطية لتحقيق أهدافهم، كفانا من التدخل العسكري ما رأينا خيرا من التدخل العسكري، وهذه المشاكل لا تعالج بالقوة إنما تعالج بالحوار، ماهي الدول التي حلت مشاكلها بالقوة ،لايوجد، اذا دعونا نجرب الحوار ودعونا نجرب التنمية، إذا أوقفوا تدخلاتكم العسكرية في منطقة الساحل”.
غير مستبعد الحوار مع الجماعات الإرهابية مستقبلا
وحول إمكانية فتح قنوات حوار مستقبلا مع الجماعات المسلحة النشطة في منطقة الساحل، وإقناعها بضرورة ترك السلاح حفاظا على أمن واستقرار المنطقة والحد من التدخلات الأجنبية، لم يستبعد رئيس رابطة ودعاة وأئمة الساحل أبو بكر ولار، حدوث ذلك مستقبلا،” كما نعلم فإن رابطة علماء الساحل حديثة النشأة، وعملنا على تهيئة ظروف العمل وكيف نجهز أنفسنا للمواجهة، والرابطة تسعى لاستتباب الأمن في المنطقة ومساعدة السلطات، وحول ما تفضلتم به سيأتي في الخطوة المقبلة، والقيام بالحوار المباشر مع الجماعات سيأتي وقته لاحقا وغير مستبعد ، ونحن لم نحدد بعد، وسنقوم بهذا بالتنسيق مع السلطات في كل بلد، ولعل ما نقوم به عبر الدروس والخطب وإعداد الدليل والبيانات في المدارس والجامعات والمساجد هو نوع من الحوار مع هؤلاء، وهم يستمعون إلينا”.
وأكد رئيس رابطة ودعاة وأئمة الساحل أبو بكر ولار أن ضعف التنمية الاقتصادية والجهل، كان لهما دور كبير جدا في تنامي الجماعات الإرهابية في المنطقة، وهو ماجعل الشباب لقمة سائغة للجماعات الإرهابية،” لو عالجت السلطات مشكل التنمية في المنطقة لحلت كل هذه المشاكل، في ظل الاغراءات المادية التي تقدمها الجماعات الإرهابية للشباب الفقراء من أجل تجنيدهم في صفوفها”.
منطقة الساحل تم اختراقها من إيديولوجيات دخيلة
“منطقة الساحل استبيحت من جهات خارجية، وما نعيشه في المنطقة هو أمور دخيلة دعمتها جهات توسعية لا أسميها، لتحقيق أهداف اقتصادية وسياسية، فمنطقة الساحل أصبحت معقدة كثيرا”
وحول ضلوع جهات أجنبية في إغراق المنطقة بإيديولوجيات تكفيرية ،قال أبو بكر ولار: “الدليل ما يحدث مع جماعة بوكو حرام التي تملك مرجعية دخيلة وتنتمي إلى أيديولوجية غريبة عن المنطقة، كتبها التي تستدل بها خارجية وفتاويها لأناس خارجين عن المنطقة،” إذا نحن مخترقون من جماعات مؤدلجة”.
إنجاز دليل علمي وعملي لمكافحة التطرف والإرهاب بمنطقة الساحل
ومن بين الجهود التي تقوم بها رابطة علماء ودعاة وأئمة الساحل، إنجازها لدليل علمي عملي للوقاية من الغلو والتطرف، ويرمي إلى مكافحة المنابع الفكرية للإرهاب بمنطقة الساحل، قدمته شهر أكتوبر الجاري بالجزائر، “هذا الدليل الذي أطلقناه في الجزائر مهم جدا لنا نحن في رابطة علماء الساحل، وهو لم يأت من فراغ بل جاء بعد مجهودات كبيرة قمنا بها منذ تأسيس الرابطة سنة 2013، وفي عام 2017 جمعنا تجارب كل هذه الدول في مجال الوقاية من العنف و التطرف والإرهاب في “ورشة نواقشوط”، ووضعنا لجنة خاصة اشتغلت على جمع خلاصة ما قدمته الدول المشاركة، فخرج هذا الدليل العلمي والعملي للوقاية من التطرف العنيف، والذي نستهدف به حماية شباب هذه المنطقة من الوقوع في شراك التطرف والغلو، ونريد به استتباب الأمن الفكري في منطقة الساحل والدفاع عن ديننا الحنيف الذي ألصقت به بعض الشبهات”.
هناك معامل متخصصة في إنتاج التطرف والإرهاب في المنطقة
اعترف ابوبكر ولار بوجود معامل متخصصة في إنتاج الفكر المتطرف وصناعة الإرهاب، في بعض المناطق بدول الساحل،”ما نشاهده من التطرف والإرهاب، يصنع خارج المنطقة، وهناك معامل متخصصة وراء ما يجري فيها، تعمل على استيراد الفتاوى من الخارج، وجدت معها مجتمعات ضعيفة في فهم الشريعة الإسلامية، ما جعل الكثير من الشباب ينظموا بسهولة للعمليات الاجرامية بدافع الانتقام ، ومعالجة هذه المشاكل بالسلاح خاطئ”.
وحول المطالب المرفوعة في السنوات الأخيرة بضرورة العمل على تجديد محتوى الخطاب الديني ،أكد أبو بكر ولار، أن هناك نقصا كبيرا في تكوين الائمة في مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة والدراية بقنوات التواصل الاجتماعي، “فالإمام ظل بعيدا عن الأماكن التي يوجد فيها الشباب واكتفى فقط بالمسجد وهذا خطأ، ورابطة علماء الساحل نظمت ورشات خاصة لتكوين الائمة في هذا الشأن، وضبطنا مشكلة المصطلحات الدينية التي كثر استعمالها في المنطقة”.
يجب أن نعود إلى مرجعيتنا الدينية في المنطقة
ركز رئيس رابطة علماء الساحل، على ضرورة العمل على إعادة شعوب المنطقة الى الفكر الذي ساد المنطقة سابقا،”من حيث الفكر يجب أن نرجع الى ما كنا عليه سابقا، فالكثير من الدول في منطقة الساحل لها مرجعية معروفة ،فمذهبنا مذهب الامام مالك ، وأيضا من حيث مرجعية العقيدة والمرجعية الروحية، نحن لا علاقة لنا بما هو مستورد من الخارج وهو منتشر في المنطقة”.
وحول الحلول الواجب تطبيقها لمواجهة هذا المد الفكري الجديد والخطير على الأمن الفكري لشعوب المنطقة، يؤكد ولار أنه لا يمكن الوصول إلى الحل إلا بالعلم وتدريب الائمة والدعاة بالتكيف على الواقع،”يجب استعمال الوسائل الحديثة في التواصل مع الشباب ومخاطبتهم ، ولابد لنا أن ننزل إلى الساحة، ولا نكتفي بالمنابر والمساجد، ومن ثمة يمكننا العودة إلى مرجعيتنا الروحية والعقدية والفقهية”.
اجرى الحوار: بلقاسم جير/ إذاعة الجزائر الدولية
أحمد بلدية للإذاعة : اعداد القانون العضوي للإعلام في مرحلته الأخيرة و سيعرض قريبا على المجلس الشعبي الوطني
أكد مستشار وزير الاتصال أحمد بلدية أن تحديات قطاع الإعلام اليوم أضحت من الرهانات الكبيرة …