و كانت هذه الطبيبة الشابة قد غادرت مقاعد كلية الجراحة و التحقت بصفوف المجاهدين بمدينة معسكر و جعلت حياتها و خبرتها في العلاج في خدمة المجاهدين و فداء لوطنها الذي قدمت حياتها في سبيل حريته سيادته.
و قد اقتبس سيناريو الفيلم الكاتب و السيناريست رابح ظريف عن كتاب الفه المجاهد علي عمران، احد الفاعلين في مجريات الأحداث، الذي ترك مقاعد الدراسة بالثانوي و التحق بجيش التحرير لمحاربة المستعمر و كان ضمن المجاهدين الذين عملت معه الشهيدة .كما قام المجاهد و رجل الدولة دحو ولد قابلية اخ البطلة بالمعالجة و التدقيق التاريخي لاحداث الفيلم.
و اختار المخرج صحراوي صاحب السلسة الفكاهية “الفهامة” و فيلم “سركاجي” سرد أحداث فيلمه بواقعية من خلال نقل الوقائع التي جرت في قرابة شهرين من الزمن وسايرت مهمة الشهيدة في معالجة المجروحين من المجاهدين و السكان و ايضا عملية نقلها مادة طبية هامة خاصة بالتخذير الى احد المستشفيات التابع للمجاهدين في الجبل.
و بعد سفر شاق و متعب في مسالك وعرة و تحت خطر مداهمة جنود المستعمر لمكان تواجدها و الفريق المرافق لها تقع صليحة، الطالبة التي تركت مقاعد كلية الجراحة في سنتها الثالثة للالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني، في كمين لجنود المستعمر و تقاوم الى جانب رفاقها و لكنها تصاب بوابل من رصاص و تسقط شهيدة لتلتحق بأخيها نور الدين الذي استشهد قبل اشهر.
ركز المخرج ايضا في هذا العمل على إظهار الجانب الانساني طيلة أحداث الفيلم خاصة في بعض المواقف التي اظهرت قوة شخصيتها التي بقدر ما كانت قوية وشرسة في مواجهة العدو كانت ايضا مثال الطيبة في التعامل مع الجميع واستطاعت بفضل شجاعتها ان تفرض نفسها وسط رفاقها و تكسب احترامهم.
و جالت كاميرا صحراوي في جبال و أرياف المنطقة مبرزة جمال و عظمة تلك التضاريس التي احتضنت الوقائع و كانت حصنا للثوار كما حطت الكاميرا للحظات ببيت البطلة لتنقل الجو العائلي المفعم بروح النضال و التضحية و ايضا مدى افتخار الوالدين بها و بإخوانها رغم إدراكهما لخطورة الوضع.
وتمكن المخرج من تقديم عمل جدي ظهر فيه اختلافات الآراء بشان بعض المسائل الطفيفة بين الثوار و الذي لا يمس من قناعتهم و توافقهم بشان الأمور المصيرية.
و قد اختار محمد صحراوي أسماء فنية معروفة أثبتت قدراتها على غرار الممثلة الشابة سهى ولهى التي جسدت بقناعة دور صليحة و كذا الفنان مبروك فروجي في دور المجاهد باموح كما نجح المخرج ايضا في ادارة الممثلين الذين اندمجوا فعلا مع الاحداث على غرار مناد مبارك و قرادي ندير و حليم زريبيع و محمد فريمهدي الى جانب الممثلة القديرة فضيلة حشماوي التي ادت دور ام البطلة وتمكن الممثلون الى جانب الأداء من التحكم في لهجة المنطقة.و يعتبر هذا الفيلم حسب المخرج بمثابة تكريم لكل الشهيدات و المجاهدات بما قدمنه من تضحيات من اجل استقلال الجزائر.
كما قدم ايضا العرض الشرفي للفيلم الروائي القصير “الوالدين” (37 دقيقة) للمخرج معوشي خلاف الذي تناول موضوع اجتماعي انساني من خلال قصة العجوز”نانا فاطمة” التي يطردها ابنها و زوجته من البيت لتعيش لسنوات متسولة في النهار و تعود في المساء الى بيت قديم سمح لها احد المحسنين بالاقامة فيه.
و يكبر الاحفاد و هم يعتقدون ان الجدة متوفية الى ان يكتشف احسن حفيدها انها على قيد الحياة و يدخل و أخته في خلاف كبير مع والديهما و لكن في النهاية يقتنع والديهما بفظاعة عملهما و يعتذران و تعود العجوز الى أهلها.
هذا العمل الذي صور في منطقة ادكار ببجاية أنجز بميزانية بسيطة وقدم موضوعا حساسا يتعلق بعقوق الأبناء و ما له من تاثير سلبي على المجتمع.
حيث حاول المخرج توظيف دور الراوي كمدخل للموضوع و يتمثل في شخص حكيم يقوم دوريا بسرد قصص على مجموعة من الشباب لتحسيسهم برسالتهم نحو المجتمع و مساهمتهم في اصلاحه.و يعاب هذا الفيلم الإفراط في الموعظة على حساب الجانب السردي الدرامي.
كتب سيناريو الفيلم عماري كمال و قد اشتكى فريق الفيلم من مخرج و منتج من صعوبة الحصول على التمويل خاصة من قبل الخواص و كذا صعوبة التوزيع.
و اثير ايضا موضوع التوزيع من طرف مريم مراغني مديرة انتاج فيلم “صليحة” التي تأسفت لعدم توفير التكوين في مجال التوزيع مما يؤثرا سلبا على عملية توزيع الفيلم.