وأوضح عاشور في لقاء له مع الإذاعة الجزائرية هذا الأحد ، أنه تم تسجيل بكل من ولايات جيجل وتيزي وزو و سطيف قالمة حريقين في كل ولاية ، فيما سجلت كل من ولايات البويرة ،عنابة وسكيكدة وعين الدفلى حريق واحد لكل ولاية . فيما تشهد حاليا ايضا ولاية بجاية 4 حرائق وولاية الطارف 3 حرائق .
كل جهودنا منصبة على تحييد المناطق السكنية وحمايتها
وعن مستوى التحكم الميداني في هذه الحرائق ، قال العقيد فاروق عاشور، إن “معظم هذه الحرائق متحكم فيها ولا تشكل خطرا على الساكنة وهو الامر المهم بالنسبة الينا لان كل جهودنا منصبة على تحييد هذه المناطق السكنية وحمايتها. خاصة بولاية الطارف وبجاية جيجل وتيزي وزو . كما تم السيطرة على الحرائق بولاية قالمة قرب المناطق الآهلة بالساكنة” .
اما الحصيلة العملياتية – حسب ذات المصدر – فقد تم اخماد أكثر من 74 حريقا خلال 24 ساعة الماضية بفضل الجهود المبذولة ميدانيا من طرف المتدخلين .
أما عن المجهودات المبذولة في كل من قالمة والزبربر بالبويرة فأكد – المصدر ذاته ، ان الظروف المناخية التي اسهمت كثيرا في انتشار بقع الحرائق خاصة الرياح القوية وارتفاع درجة الحرارة الذي عرفته كل الولايات الشمالية في الاونة الاخيرة ، لكن لحد الساعة لم نسجل خسائر بشرية نظرا للمجهودات الكبيرة التي قامت بها وحدات الحماية المدنية بمعية أفراد ادارة الغابات وافراد الجيش الوطني الشعبي والمتطوعين من المواطنين الذين ساهموا بفعالية لاحتواء هذه البؤر حتى لا تنتشر باتجاه الساكنة رغم صعوبة التضاريس وعدم توفر المسالك وخاصة فيما يتعلق ببعد مصادر التموين بالمياه . لذا كان لابد من وضع خطة لتسمح لنا باستمرارية العمل من خلال التزويد بالمياه والذي لعبت فيه الجماعات المحلية دورا اساسيا من خلال توفير صهاريج المياه “.
التوجه نحو اجبارية فتح المسالك
أما فيما يخص الحلول العلاجية لمشكل فتح المسالك بالمناطق الجبلية فقال العقيد فاروق عاشور :” انه من المؤكد كلما كان ثمة حريق يعود الحديث عن ” الجانب التدخلي ” كالوسائل والطائرات المخصصة لإخماد الحرائق ، – لكن الاهم حسبه لمواجهة مثل هذه الحرائق -هو التحضير من خلال التدابير الوقائية والقانونية كونها العامل الحاسم في التحكم في الحرائق في وقت قصير جدا وتقوية مناعة المساحات الغابية في مثل هكذا طارئ “. ويمكن ذلك حسبه من فتح المسالك وأيضا من خلال اشراك القاطنين او الساكنة حتى يكون لهم دور قوي ومحوري في تسيير وإدارة هذه المساحات الغابية من خلال اليات تسمح لهم من الاستفادة ويصبح نوعا ما ملكا لهم .
كما يجب التوجه نحو اجبارية فتح المسالك ذلك لان اعوان الحماية المدنية في كثير من الاحيان يكونون مجبرين على قطع كيلومترات عديدة وشاقة للوصول الى بؤر الحرائق ، ما يستدعي ى تدخل الوحدات الهندسية للجيش الوطني الشعبي لفتح هذه المسالك بصفة استعجالية مما يشكل خطورة على المتدخلين في هكذا وضع “.
استحداث “نقط المياه” و الاعتماد على “الانذار المبكر ”
وأشار العقيد فاروق عاشور الى نقطة ذات اهمية قصوى وجب استحداثها بشكل عاجل مستقبلا والمتمثلة في استحداث “نقط المياه” و الاعتماد على خطة “الانذار المبكر ” كآلية يشارك فيها القاطنين بمحاذاة الغابات ولما لا يقول السيد فاروق عاشور الاستعانة بحراس الشواطئ الموسميين “.
كما اعتبر اجراء الانذار المبكر كإجراء يدخل في اطار الحالات العادية وليس ثمة بلد في العالم يستطيع التحكم في الحرائق مائة بالمائة . وهو ما نلاحظه حاليا من خلال موجة الحرائق التي تضرب عديد الدول في آن واحد ، اذ نلاحظ على سبيل المثال انه في كاليفورنيا مازالت الحرائق تحصد مساحات غابية هائلة على مدار 35 يوما منذ اندلاعها ولم تتم عملية الاخماد بعد وما هو حادث في تركيا وروسيا التي أتت على مليون هكتار وكذا حرائق غابات اليونان وايطاليا والبرتغال خاصة في غابات الدول المتوسطية التي تعد غاباتها من النوعية الهشة أو بالأحرى سريعة الالتهاب زيادة على الجفاف والاحتباس الحراري “.
وجوب الاستعانة بطائرات الاستطلاع والاقمار الصناعية
وفي معرض حديثه عن الاستراتيجية الاستشرافية التي ستتبناها الدولة ومؤسساتها الحمائية لمراقبة هذه الحرائق مستقبلا، أكد انه يجب الاستعانة بالتكنولوجيات المتاحة كطائرات الاستطلاع التي دخلت حيز الخدمة حاليا على مدار 24 ساعة . وكذلك استعمال الاقمار الصناعية وتكثيف مراكز المراقبة والإنذار لتمكين مؤسسة الحماية المدنية من المعلومة في وقتها وهو عامل حاسم وكذلك الاستغلال العلمي للغابات من خلال التقليل من هشاشتها وباجتماع كل هذه الامكانات يمكن من دن شك التقليل من عدد هذه الحرائق “.
المصدر : الاذاعة الجزائرية