وذكرت المصادر أن خمسة (5) من الأسرى الفارين من سجن “جلبوع”، ينتمون إلى حركة “الجهاد الإسلامي”، بينما ينتمي السادس الى “كتائب الأقصى” الذراع العسكري لحركة (فتح)، وكلهم ينحدرون من مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، ويقضون أحكاما بالسجن المؤبد (مدى الحياة).
وتعكف قوات الاحتلال، على البحث عن الأسرى الستة الذين كانوا في نفس الزنزانة، باستعمال مروحيات وطائرات مسيرة، كما نصبت حواجز على الطرقات الرئيسية والتجمعات السكنية المحاذية، واستعانت بوحدة الكلاب البوليسية في عملية البحث.
وكشفت تقارير إعلامية أن إدارة مصلحة السجون تعمل على نقل نحو 400 أسير من سجن “جلبوع” إلى سجون أخرى خلال الساعات المقبلة، بعد الحادثة، خشية وجود أنفاق أخرى ستستخدم في هروب المزيد من الأسرى.
ويصل طول النفق الذي حفره الأسرى الفلسطينيون، إلى عشرات الأمتار، وتم اكتشاف فتحة النفق على بعد أمتار قليلة خارج أسوار السجن.
وأبرزت مختلف التقارير الإعلامية أن “الحادث محرج، وأحد أخطر الحوادث الأمنية، لأن عملية الهروب تم التخطيط لها منذ مدة طويلة دون أن تستطيع مصلحة السجون كشفها”.
ولاقت الحادثة إشادة من قبل فصائل فلسطينية ومؤسسات حقوقية تعنى بشؤون الأسرى، حيث وصفها المتحدث باسم حركة “الجهاد الإسلامي” داود شهاب، ب “العمل البطولي الذي سيحدث هزة شديدة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية”.
كما قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم، إن “انتزاع الأسرى حريتهم رغم الإجراءات والتعقيدات الأمنية، عمل شجاع وانتصار لإرادتهم وعزيمتهم”.
من جانبه، أوضح مدير عام نادي الأسير، عبد الله زغاري، أن الحادثة جاءت نتيجة “الظلم الذي يتعرض له الأسرى في السجون ويخططون بأي طريقة للخلاص من الإجراءات التنكيلية المرتكبة بحقهم”.
كما عمت الفرحة مدينة جنين الفلسطينية، وكذا مواقع التواصل الاجتماعي، احتفاء بفرار الأسرى الفلسطينيين، وتمكنهم من ضرب مخططات الاحتلال الاسرائيلي، والهروب من بطشه في السجون.
ويشار إلى أن سجن “جلبوع” المشيد على شكل قلعة حصينة، يقع شمال فلسطين المحتلة، في مدينة بيسان بالتحديد، والتي تشتهر بسهلها الخصب، افتتحه الاحتلال الاسرائيلي في 2004، ووضع فيه أسرى فلسطينيين يتهمهم بمسؤولية تنفيذ عمليات داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948، كما زج فيه مئات الأسرى الفلسطينيين، بعد حملات اعتقال واسعة شهدتها سنوات انتفاضة الأقصى.
ويعتقل الاحتلال الاسرائيلي في سجونه أكثر من 4 آلاف أسير فلسطيني، من بينهم 41 أسيرة و225 طفلا و550 معتقلا إداريا، حسب الأرقام الرسمية الفلسطينية.