الجزائر – تأثرت سيرورة مختلف منافسات كرة القدم, على غرار جميع الرياضات, بشكل كبير بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19), مما أرغم دول العالم على توقيف بطولاتها المحلية والقارية, قبل أن تقرر الاستئناف لكن باتباع إجراءات صحية صارمة من قبل الفاعلين, تفاديا لتفشي الفيروس.
وكبقية بلدان العالم, لم تشذ الجزائر عن القاعدة, حيث اتخذت السلطات اجراءات احترازية من خلال تجميد كل المنافسات من بينها كرة القدم. فبعدما اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن وباء كورونا اصبح جائحة, قررت وزارة الشباب والرياضة توقيف جميع النشاطات الرياضية ابتداء من 16 مارس 2020, ليجد لاعبو البطولة الوطنية أنفسهم بين ليلة وضحاها دون منافسة.
وبالرغم من مواصلة التدريبات الفردية, إلا أنهم انتظروا طويلا, الأمر الذي بعث حالة من الملل في نفوس معظم اللاعبين, كما فتح توقف البطولة الباب أمام كل التخمينات حول مصير الموسم الكروي الفارط.
وبعد أربعة أشهر من “السوسبانس”, قررت الاتحادية الجزائرية (فاف) الحسم في الموضوع, حيث أعلن المكتب الفيدرالي, في اجتماع طارئ له نهاية يوليو, انهاء بطولة الرابطة الاولى بسبب ارتفاع حالات الاصابة بفيروس كورونا و اعتبار فريق شباب بلوزداد بطلا للموسم الكروي 2019-2020 للمرة السابعة في تاريخه, من خلال استشارة كتابية قدمت لأعضاء الجمعية العامة للاتحادية.
وحملت هذه الاستشارة ايضا تغييرا على مستوى نظام المنافسة الهرمي, بإقرار بطولة رابطة أولى محترفة تضم 20 ناديا, في حين تم تغيير الرابطة الثانية إلى قسم ثاني هواة من مجموعتين, كل واحدة تضم 18 فريقا.
وبعد الإعلان عن توقيف البطولة, تقرر أيضا الإلغاء النهائي لمنافسة كأس الجزائر, المتوقفة في ذهاب الدور ربع النهائي الذي جرى يومي 10 و 11 مارس.
== الخروج من النفق ==
وتلقت أندية الرابطة الأولى الضوء الأخضر لاستئناف التدريبات يوم 20 سبتمبر, استعدادا للموسم الرياضي 2020-2021 والذي انطلق بتاريخ 27 نوفمبر الفارط.
وتم اتخاذ القرار عملا بتعليمات الوزير الأول الذي كلف وزير الشباب والرياضة بمشاورة مختلف الاتحادات الرياضية الوطنية, حول استئناف تدريجي للنشاطات الرياضية دون جمهور, بعد المصادقة على البروتوكول الصحي الذي وضعته كل من اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا والمركز الوطني لطب الرياضة.
وخضع اللاعبون قبل الاستئناف لمختلف الاختبارات للكشف عن فيروس كورونا, تطبيقا للبروتوكول الصحي.
وبعد غياب لعدة أشهر عن الميادين, عادت “عجلة” كرة القدم الجزائرية الى الدوران يوم 21 نوفمبر المنصرم, من خلال تنظيم مباراة الكأس الممتازة بين شباب بلوزداد و اتحاد الجزائر, والتي عرفت فوز الأول بنتيجة 2-1 لكن دون حضور الجمهور.
وكانت هذه المقابلة بمثابة مؤشر ل”هزم” الخوف الذي تملك الجميع, لتعود, بعد ذلك, منافسة كرة القدم في الجزائر من جديد بتاريخ 27 نوفمبر بشكل رسمي.
ويرتقب أن تستأنف منافسات بطولة القسم الثاني, التي أوكلت شؤونها الى الرابطة الوطنية لكرة القدم هواة بعد فقدان الفرق لوضعها المحترف, في فبراير 2021, علما أن التدريبات انطلقت يوم 20 ديسمبر.
ولكن أمام استحالة انطلاق البطولة بالصيغة التي تم اختيارها لضيق الوقت, طرحت الرابطة الوطنية لكرة القدم هواة بدورها استشارة كتابية بثلاث صيغ جديدة موجهة لأندية الرابطة الثانية من أجل تعديل آخر على نظام المنافسة.
== “الخضر” يصلون ل22 مباراة دون انهزام ==
من جهته, تمكن المنتخب الوطني, بطل افريقيا 2019 بمصر, من الحفاظ على سلسلة المباريات دون خسارة, حيث بلغ لقاءه ال22 دون انهزام, مهددا بذلك تشكيلة كوت ديفوار التي تحوز على أكبر عدد من المباريات (26) دون سقوط في القارة الافريقية.
وعادت التشكيلة الجزائرية الى أجواء المباريات في اكتوبر الفارط, بخوض لقاءين وديين أمام نيجيريا (فوز 1-0) و المكسيك (2-2) بكل من النمسا وهولندا تواليا, وهذا استعدادا للمباراة المزدوجة أمام زيمبابوي ضمن الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات المؤهلة الى كأس افريقيا للأمم-2021, وهما المباراتان اللتان كانتا مبرمجتين في مارس 2020 ليتم تأجيلهما بسبب الجائحة.
وفي نوفمبر الفارط, فاز زملاء الحارس رايس وهاب مبولحي أمام زيمبابوي بملعب 5 جويلية بالجزائر (3-1) ثم تعادلوا مع نفس الفريق بالعاصمة هراري (2-2), ليضمنوا بذلك رسميا تأهلهم إلى “كان-2021” المؤجلة الى 2022 بسبب كوفيد-19.
وفي آخر تصنيف للاتحاد الدولي (فيفا) لشهر ديسمبر الحالي, أنهى “الخضر” هذه السنة في المركز ال31 عالميا.
و حققت الجزائر ترتيبا أحسن مقارنة بشهر ديسمبر للسنوات الثلاث الأخيرة, حيث احتلت المركز ال58 عالميا في 2017 و ال67 في 2018 و ال35 عام 2019.