على الساعة الواحدة من زوال يوم الاربعاء 23 ديسمبر نظمت مجموعة من المناضلات الصحراويات وقفة سلمية بشارع السمارة قرب حي معطلا بالعيون المحتلة، حملن خلالها أعلام الجمهورية الصحراوية، ووزعن مناشير عبرن فيها عن دعمهن قرار الشعب الصحراوي استئناف الكفاح المسلح ضد الاحتلال المغربي، وعن وفاءهن لعهد الشهداء وتمسكهن بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الصحراوي. كما نددت المناضلات أثناء الوقفة بإعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب الاعتراف بالاحتلال المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية، حيث اعتبرن إعلانه باطلا وغير شرعي.
في نفس اليوم، بمدينة بوجدور المحتلة، قامت المناضلة الصحراوية، سلطانة خيا، بكسر الحصار البوليسي الذي تفرضه أجهزة الاحتلال المغربي على منزل عائلتها منذ مدة، حيث خرجت صحبة أختها المناضلة، الواعرة خيا، وهن تحملان علم الجمهورية الصحراوية، رغم الحاجز البوليسي الذي شكلته عناصر سلطات الاحتلال المغربي أمام منزل العائلة لمنع الزيارات لهن والتحكم في حركة الخروج والدخول إلى المنزل.
وقد رفعت سلطانة والواعرة خيا شعارات أيدتا فيها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ونددتا باستمرار الاحتلال المغربي لبلدهما المحتل.
عرفت الوقفتان بكل من العيون وبوجدور المحتلتين ردودا عنيفة من جانب قوات القمع المغربية، التي انهالت على المتظاهرات المسالمات بالضرب والرفس والسحل على الإسفلت بالشارع العام، ما خلف آثار عنف وكدمات ورضوض وجروح على أجساد كل المناضلات. وفي هذا الإطار تعرضت كل من السيدتين مينة باعلي وسلطانة خيا لكسور على مستوى اليد اليمنى، في حين تعرضت السيدة الواعرة خيا لكسر على مستوى يدها اليسرى.
تعرض المعطل الصحراوي، محمد محمد مبارك (المعروف بمحمد البيهي) للاعتقال يوم 26 ديسمبر الجاري بمدينة العيون المحتلة. وقد تداول مناضلون على وسائل التواصل الإجتماعي تسجيلا بالفيديو من داخل سيارة للقوات المساعدة المغربية، صور فيه المعتقل أثناء حوار دار بينه وبين أحد عناصر الأمن المغربي، الذي كان يتهكم على مطالبة الشاب الصحراوي بحقوقه، داعيا إياه للتوجه بطلبه لجبهة البوليساريو. فما كان من الشاب الصحراوي إلى أن صرخ في وجه مخاطبه بالقول أن الجبهة الشعبية هي فعلا من يمثل الصحراويين.
علمت الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي، أن الشاب المذكور قد تعرض للاستنطاق والتعذيب بمخفر للشرطة المغربية قبل أن يتم إطلاق سراحه لاحقا.
وعلى ضوء ما سبق، وإذ تعبر عن قلقها الشديد لاستمرار الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وتزايد حالات القمع، والتضييق، والتهديد خاصة بعد خرق قوات الاحتلال المغربية اتفاقية وقف إطلاق النار في الصحراء الغربية يوم 13 نوفمبر 2020 وعودة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب لممارسة الحق الشرعي للكفاح المسلح من أجل تحرير الصحراء الغربية من الاحتلال المغربي، فإن الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي:
تستنكر استمرار حصار منزل عائلة أهل خيا ببوجدور المحتلة، وتعريض حياة المناضلتين سلطانة خيا وأختها الواعرة خيا لخطر عجز متفاقم قد يلحقهما نتيجة تدخلات قوات الأمن المغربية العنيفة والمتصاعدة ضدهن، خاصة بعد تعرضهن هذه المرة لكسور ورضوض تنضاف إلى التداعيات الصحية الأخرى المترتبة عن تعريضهن مرات عديدة سابقة للتعذيب والتنكيل على أيدي سلطات الاحتلال.
تندد بتواتر استعمال القوة المفرطة من طرف قوات القمع المغربية ضد المدنيين الصحراويين، وتسجل استمرار حدوث إصابات وصلت حد كسور للأطراف، والتدخلات العنيفة غير المتناسبة مع الوقفات السلمية التي يشارك فيها ضحايا هذه الانتهاكات.
تدعو الأمم المتحدة للتدخل العاجل من أجل حماية المدنيين الصحراويين بالمدن الصحراوية المحتلة، وتفعيل مضامين ومقتضيات القانون الدولي الإنساني في منطقة تشهد العودة إلى الحرب من جديد.
تدعو في نفس السياق اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي لتحمل مسؤولياتها تجاه المدنيين الصحراويين في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، وتحثها على زيارة ضحايا الانتهاكات المغربية من المدنيين. كما تذكر اللجنة أيضا بضرورة تفقد أحوال المعتقلين السياسيين الصحراويين بمختلف السجون المغربية ومعتقلي الحق العام الصحراويين أيضا كونهم مواطنو دولة محتلة، يعيشون ظروف اعتقال لا تستجيب لأدنى الشروط المتعارف عليها للاعتقال والسجن.