فقد عبر العديد من المواطنين و الجمعيات الخيرية منذ الساعات الأولى لانتشار صور الحرائق و أخبار تضرر مواطنين في سكناتهم و في الأرواح، عبر الأنترنت، عن استعدادهم للمساعدة بمختلف الأشكال، وكتب البعض ممن يقطنون نفس الولاية على صفحاتهم بالمواقع الاجتماعية أنهم يفتحون أبواب بيوتهم لإيواء من التهمت ألسنة النيران سكناتهم و أضحوا دون مؤوى.
و قد اطلق مواطنون عبر صفحات التواصل الاجتماعي العديد من المبادرات الاخرى لجمع المساعدات في صورة تعكس روح التآخي و التآزر بين الجزائريين و أيضا التحامهم الشديد كلما حلت بهم مصيبة.
وتلت اقتراحات المساعدة عبر الفضاء الأزرق عمليات ملموسة، اذ انطلقت قوافل إنسانية تضامنية محملة بالمواد الغذائية و المياه و المعدات الطبية و الافرشة من عدد من الولايات منها الجزائر العاصمة و سطيف و البليدة و الشلف و عين الدفلى و قسنطينة التي عبر مواطنوها عن روح تضامن عالية بكرمهم و جود عطاءهم.
فمن قصر المعارض بالصنوبر البحري (الجزائر العاصمة)، انطلقت قافلة تضامنية محملة بأكثر من 340 طن من المواد الغذائية والمعدات الطبية جمعت من 11 ولاية لفائدة العائلات المتضررة من حرائق الغابات بولاية تيزي وزو أشرفت عليها وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، كوثر كريكو، ورئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، وكذا ممثلون عن عدة قطاعات وزارية.
كما أوفد الهلال الأحمر الجزائري مختصين في تسيير الأزمات والكوارث، حسب رئيسته.
و من غرب الوطن، وتحديدا من ولاية مستغانم، شرعت جمعية “سلسبيل” الخيرية في تجهيز خمس قوافل تضامنية بجمع المساعدات من المواطنين والجمعيات الخيرية والاجتماعية للتضامن مع ضحايا حرائق الغابات بولاية تيزي وزو والولايات الأخرى التي عرفت أيضا حرائق غابات.
وعملت “سلسبيل” بالتنسيق مع الجمعية الخيرية “دير الخير وانساه” لولاية تيزي وزو، وستنطلق القافلة الأولى التي ستكون محملة ب 200 طرد غذائي و400 غطاء وفراش ومواد أساسية أخرى لفائدة العائلات المتضررة جراء الحرائق، يوم السبت المقبل.
من جهته، بادر التكتل الجمعوي، المكون من الكشافة الإسلامية الجزائرية والفيدرالية الجزائرية للسلام والإنسانية وجمعيات “دير الخير” و”أهل البر والإحسان” و”سواعد الإحسان” و”فاعل الخير”، بتنظيم حملة تبرعات اليوم الأربعاء لجمع إعانات المواطنين بساحة الاستقلال بوسط مدينة مستغانم.
وقام المنظمون بنصب خيمة لجمع المساعدات العينية المكونة من أدوية وأغذية وأفرشة ومختلف اللوازم الأخرى تحضيرا لانطلاق القافلة التضامنية إلى ولاية تيزي وزو يوم الجمعة المقبل.
وتساهم جمعية “الميثاق الإنساني والاجتماعي لمدينة مستغانم” في المجهود المحلي للتضامن مع العائلات المتضررة من جراء الحرائق بالمساعدة بالمستلزمات الطبية.
و من البليدة و الشلف و عين الدفلى و سطيف، انطلقت صبيحة اليوم الأربعاء قوافل تضامنية أخرى محملة بالمواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع نحو ولاية تيزي وزو، تمثلت في أطنان من المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع و مياه وكذا أدوات التنظيف وأغطية و معدات طبية و أدوات صيدلانية خاصة معدات علاج المصابون بالحروق، كلها من جود عطاء المحسنين و الصناعيين و المتعاملين الاقتصاديين.
و من عنابة أيضا، أطلق مواطنون وممثلو جمعيات مبادرات عبر مواقع التواصل الاجتماعى لجمع التبرعات وخاصة منها الادوية ومعدات علاج الحروق، و حددت نقاط جمع التبرعات بكل من مدينة عنابة وبلدية سيدى عمار.
وبادرت جمعيات و هيئات أخرى بمختلف جهات الوطن بجمع إعانات المواطنين لتوجيهها في الايام القادمة عبر قوافل الى ولاية تيزي وزو.