المعرض الذي ينظم تحت عنوان “إحياء” يقدم حوالي 60 لوحة فنية أغلبها يعرض لأول مرة، مرسومة بالزيت والأكليريك وبعضها بالأكواريل، على القماش والورق، تجسد اللمسة الإبداعية لهذا الفنان ونظرته الجمالية للوجود.
“متاهة المعاني”، “سراب”، “توقيع” و”طريق مجهول”، هي أعمال ازدان بها المعرض تحث بجمالها الزوار على التأمل وتثير فيهم مختلف مشاعر الإعجاب والانفعالات الباطنية وتعرفهم أيضا بروح الفنان ورؤاه وأفكاره.
وتجلت في هذه الأعمال العديد من الألوان الباهية على غرار الأحمر والأصفر وأيضا الغامقة كالأسود والبني، ربما لأنها الأكثر تعبيرا عما يدور في وجدان هذا التشكيلي الذي استطاع بريشته وقدرته على التعامل معها من أن يجسد لنا جوانب في علاقته بالإنسان والطبيعة وأيضا بنفسه.
ورغم تعددها إلا أن الأزرق هو المميز بحضوره سواء في اللوحات أو في عناوينها على غرار “زاوية صغيرة للسماء الزرقاء” و”صباح أزرق”، وفي هذا يقول أوزاني أن الأزرق “لون حي، وهو يشير إلى الحياة، كما أنه لون السماء والبحر ..” في إشارة إلى القرى الريفية لمنطقة القبائل.
وبالإضافة إلى اللون الأزرق يبدو تجسد البيوت (البيوت القبائلية الريفية المتراصة) واضحا أيضا في العديد من اللوحات إذ يرى أوزاني أن البيت “هو الملجأ، وهو مفهوم واسع وعميق، فهو يحمل القيم والفرح والأسرار وغيرها ..”.
وعن تنظيم هذا المعرض يقول الفنان أنه “بمثابة عودة للحياة الطبيعية وللنشاط الفني بعد تقطع سببته جائحة كورونا ..”، كما أنه تأكيد من جهة أخرى على “ضرورة أن يتعايش الفنانون مع الجائحة مهما طال أمدها مستقبلا”.
ويستمر هذا المعرض إلى غاية 19 نوفمبر المقبل.
محمد شفيع أوزاني، تشكيلي ومهندس معماري من مواليد 1967 بالجزائر العاصمة، شارك في عدة معارض بالجزائر وخارجها كما تركيا وتونس وإيطاليا كان آخرها بدار عبد اللطيف بالجزائر العاصمة شهر يناير الماضي